طفل عايش برئة واحدة، بسبب إيمان أمه بالمعجزات

اسمي أميرة، أم لأول مرة لطفل اسمه ياسين، عمره سنتين، الناس بيقولوله أبو نضارات حمرا. كل شيء في الحياة دي مقدّر ومكتوب، بنواجه فيها صعوبات وتحديات كتير، بتختبر قوّتنا وإيماننا، في ناس بتستلم وبتقع من أول مطب، وفي ناس بتقدر تعافر وتنتصر وتتغلب على الصعوبات، ويكملوا حياتهم منتصرين وناجين مش ضحايا.

زي أي ست حبيت واتجوزت، كان كل حلمي وأملي إني أعيش حياة بسيطة، وأعيش في سلام، وأخلي بيتي وعيلتي مليانين سعادة واستقرار. ماكنتش عايزة أخلف في بداية حياة الزوجية بسبب عدم الاستقرار اللي بيبقى موجود في أول فترة، بس مع الوقت بدأت أفكر أحمل.

في بداية حملي كل حاجة كانت طبيعية وسهلة، ولما عرفت إني حامل في ولد فرحت أوي، لإني كنت بحلم دايماً وبتخيل شكل ابني في أحلامي. لكن لما دخلت في الشهر السابع من الحمل المشاكل بدأت تظهر. أعراض غريبة زي ألم ونزول السائل اللي بيحمي الجنين. روحت لدكاترة كتير جداً وعانيت كتير بسبب تشخيصات غلط، لحد ما دكتور واحد قالي إني فقدت 60% من السائل، وإني لازم أكون صبورة واستحمل.

وفي يوم من الأيام بدأت أحس بآلام شديدة جداً ماكنتش قادرة استحملها، روحت المستشفى وأنا حاسة بخوف مهول فضل ملازمني لحد ما الدكتور جه ودخلني أوضة الولادة، كل اللي كنت عايزاه ساعتها إني آخد ابني في إيدي زي أي أم.

كنت عارفة إن ولادة الطفل وتربيته حاجة صعبة، كنت عارفة إني مش هانام زي زمان، وإن كل حاجة هاتتغير. كنت عارفة ومستعدة لكل حاجة، بس اللي ماكنتش مستعداله هو اللي حصل لإبني بعد ولادته.

ياسين دخل الحضّانة على طول بعد ولادته، وعرفت بعدها إنه اتولد برئة واحدة، الرئة التانية نمّوها ماكتملش. حالته فضلت تتدهور كل شوية فـ اضطريت انقله لمستشفى متخصصة للأطفال حديثي الولادة.

واجهت صعوبات كتير، من أول نقل ابني بالإسعاف لمستشفى تانية، وصعوبة إني ألاقي الأدوية بتاعته، ونهايةً بفقر الدم. ياسين فضل متوصل بأجهزة التنفس لمدة شهرين. بدأت أشوف الدنيا بمنظور تاني، وفكرتي عن الدنيا اتغيرت عن زمان. كل أم بتحب إبنها بطريقة مختلفة، وأنا بدأت أحب إبني من ورا شباك إزاز وحدة العناية المركزة.

ومع كل ده أنا عمري ما استسلمت، فضلت أصلي وأدعي كتير أوي، اعتمدت على ربنا وفضلت متمسكة بإيماني ويقيني إن في حاجة ممكن تتغير، وكنت واثقة في ربنا إنه مش هايخذلني. وبدأت أحس إن إبني هو كمان متمسك بالحياة ومش عايز يستسلم.

وأخيراً ربنا من علينا بالشفاء، وبدأت حالة ياسين الصحية تتحسن. إبني رجع للحياة برئة واحدة بس. برغم العلاج الرئة اليمين فضلت أضعف ومش قوية زي الرئة الشمال.

بدأنا حياتنا الجديدة، وبدأت مسؤوليتي كأم وكان لازم أركز على أصغر التفاصيل. البرفانات، والمواد العطرية كانت ممنوعة في أي مكان قريب مننا، ومنعت إني أدخل أي مكان مقفول أو زحمة. ماكنتش حتى بقدر أقرب من ياسين وأبوسه.

كنت صبورة جداً وتحملت كل حاجة علشان خاطر إبني، وبرغم إن كل ده كان صعب عليا، بس غيرني للأحسن، بقيت مبسوطة أكتر، وبقت أمهات تانية كتير يبعتولي ويسألوني وبقيت أفيدهم. حسيت إن كل ده حصل لسبب وإن ده بقى هدفي في الحياة.

اكتشفت إن حياة الأمومة حياة مليانة حُب، وشجاعة، وخوف، وقوة، والقدرة إنك تتعلمي وتعلّمي غيرك.

ياسين، إنت كل حاجة حلوة في حياتي، وهافضل طول ما أنا عايشة أعمل كل اللي أقدر عليه علشان أسعدك، وأخليك أحسن.

ترجمة: تسنيم عبدالله

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.