الحقيقة المـُرة: الرجالة كلها بتكذب!

مرة وأنا بدردش مع صحابي في الجيم، نينا صاحبتي قررت تحكيلنا عن آخر تجربة عاطفية عاشتها.

اتعرفت على واحد زميلها في الشغل، راجل مطلق، وسيم، وناجح جداً. ومن النظرة الأولى حصل إعجاب متبادل، واتقابلوا مرتين، وبعد كدة رجع أوروبا تاني علشان شغله. وبعد شهور من المسجات، الفويس نوتس، السيلفيز، واللايكات والكومنتات؛ قالها إنه راجع خلاص. نينا، قلبها كان بيرقص من الفرحة، وفضلت طول الوقت تفكر هاتلبس إيه وهاتعمل شعرها إزاي وهايخرجوا فين. بس للأسف، ماشفتهوش خالص. والسبب كان تقليدي خالص: لازم أقعد مع ولادي.

ولإن كل حاجة بتحصل للسبب، نينا قابلت واحدة صاحبتها، وهما قاعدين بيقلبوا في الصور، وفجأة نينا قلبها وقع رجليها، شدت الموبايل من صاحبتها، وشاورت على الراجل اللي في الصورة وسألتها مين ده. كلام كتير اتقال ماسمعتش منه غير “ده جوز فلانة” وهو ومراته عايشين علاقة -لونج ديستانس- غريبة شوية. بعدها نينا اتبعت نظرية الـ “البلوق… بلوق.. بلوق”، ورفضت تواجهه، لإنه مايستاهلش.

دلوقتي، خليني أوضح، المقالة دي مش عن نينا، لأ دي عن صاحبتي التانية –تانيا. وقت ما نينا كانت بتعبر عن حزنها وأنا بقدملها عصارة خبراتي العاطفية، تينا بصتلنا باستغراب وسألت “هو إنتوا عندكوا كام سنة؟” في الأول مافهمناش السؤال، فكملت كلامها وصدمتنا بنظريتها.

“الرجالة كلها بتكذب”، ماسمعتوش عن الجدال الأزلي بتاع اختلاف الرجالة عن الستات أو بمعنى تاني (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة)؟ وحذرتنا وقالت على فكرة، “لو ماقبلتيش الحقيقة، هاتفضلي وحيدة”. حاولت أرد وأتناقش، بس ماعرفتش؛ في ساعات ستات بيبقى عندهم نظريات بتخليني مش لاقية حاجة أقولها.

بس اصلاً مش كلنا بنكذب الأيام دي؟ بروفايلاتنا على السوشيال ميديا، بنكذب إننا عيانيين علشان نأخذ يوم أجازة، وبنكذب على صحابنا وبنقولهم إننا مشغولين علشان مكسلين ننزل. بس برضه في الكذب له أنواع، علشان تخلي حد أحسن، أو لما تقول لعيالك عن سانتا، وأخيراً للراجل المتجوز اللي بيقول إنه مش متجوز. تصرف الراجل ده خيانة وخداع علني، ومع كدة لسة في ستات لسة بيبقى عندهم أمل، وأحلام، وبيصرّوا يصدقوا بنوكيو ده وكذبه.

“هو أكيد كان مطلق بس ماكانش عارف يقول إيه”، “هو معجب بيكي أوي، بس خايف يخسرك لو اعترفلك بمشاعره”  أو أي أعذار واهية تانية بنفضل نقولها لبعض. علشان الحقيقة المرة هي، إن أغلبنا بيتعامل مع الكذب وكأنه جزأ لا يتجزأ من البني آدمين. من ناحية إحنا بنتحذر طول القوت من معاملة الرجالة السيئة للستات، بس من ناحية تانية المجتمع بيجبر الستات تقبل تصرفات غير مقبولة. الدردشة دي مع صحابي خلتني أتسائل، هو إحنارايحين فين –رجالة وستات- بالمعايير المتلخبطة دي كلها؟

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.