الباحثة والناشطة في حقوق المرأة فاطمة إمام: “الولاد اللي معايا في المدرسة مرة خدوني يغسلوا لي إيدي علشان يشيلوا منها اللون الأسود!”

كتبت: تسنيم عبد الله

أصولها نوبية، الباحثة العبقرية فاطمة إمام، اللي كانت وما زالت شغوفة ومشغولة دائماً بأبحاث والدراسات عن حقوق المرأة والقمع اللي الستات بتتعرضله. فاطمة اشتغلت كباحثة في حقوق الإنسان، وكانت جزء من جمعيات لحقوق المرأة زي جمعية نظرة للدراسات النسوية، ومؤسسة مركز قضايا المرأة المصرية. اتكلمنا مع الباحثة الملهمة جداً، عن المشكلة اللي بيعاني منها الستات اللي بشرتهم غامقة في مصر، وده كان رأيها، بناءً على تجاربها.

 

إمتى عرفتي إنك مهتمة بحقوق المرأة ودراستها؟ وإزاي؟

الموضوع بدأ وأنا في الجامعة، كنت باخد كورس في النظرية السياسية، وبالتالي بدأت أقرأ واتعرف على النظريات النسوية. ومنها، كنت مهتمة جداً بالمواضيع اللي بتتناقش فيها وبدأت أقرأ أكتر. بحث التخرج بتاعي كان عن حقوق المرأة في الإسلام. وجزء منه كان شخصي جداً طبعا. لإني فاكرة النقاش عن موضوع الختان، ماكنتش فاهماه أوي وقتها، بس كانت قضية بتثير فضولي جداً.

 

إيه أكتر المواضيع اللي بتشد انتبهاك في الأبحاث؟

المرأة في الإسلام، وسياسات الهوية، والتفرقة العنصرية بسبب الجنس.

 

كباحثة وحقوقية عن المرأة، تفتكري إيه أكبر مصدر ضغط على الستات دلوقتي؟

الهوية، للأسف، إحنا عندنا فكرة إن لازم كلنا نبقى شبه بعض. في معايير محدد ماينفعش حد يغيرها أو يختلف عنها. على سبيل المثال لو ماشية في منطقة كل اللي فيها محجبات وأنا مش محجبة مش بس هايستغربوني، لأ كمان هايرفضوا وجودي. واللي بيتعرض للرفض ده بشكل أكبر هما الناس اللي بشرتهم غامقة، خصوصا في مجتمعات اللاجئيين.

 

اتعرضتي للتنمر، تحرش، أو عنصرية في الشارع بسبب لون بشرتك؟

الولاد اللي معايا في المدرسة خدوني مرة الحمام، وفضلوا يغسلوا إيديا، علشان يحاولوا يشيلوا اللون الأسود اللي فيها. أنا كنت مصدومة. لما كنت بشتغل، وبروح شغلي مواصلات في بولاق الدكرور، كنت بتعرض لتحرش جنسي، تحرش عنصري كمان. كنت متعودة اسمع “شيكابالا، جمايكا” وتريقة على لوني.

 

تفتكري المصريين دلوقتي بقوا فاهمين المشكلة أكتر؟ هل بتشوفي إن في تحسن بخصوص الموضوع ده؟

هي خطوة كويسة إن الدستور بقى يدين التفرقة العنصرية على اللون أو العرق، ودي أول سلمة في حل المشكلة، بس لسة الموضوع محتاج جهد وشغل. لكن الوعي بالمشكلة بيزداد بشكل عام.

 

بناء على خبرتك، إيه المشاكل اللي البنات أو الستات بيواجهوها بسبب لون بشرتهم؟ (العنف الأسري، أو التحرش) هل نسبة المشاكل دي بتزيد بسبب لون البشرة؟

تحرش جنسي، عنصرية، وحاجات تانية كتير. لما كنت باتصور صورة الباسبورت، المصور بصلي بصة غريبة كدة، علشان شعري ماكنش مفرود.

 

إيه أقسى موقف مريتي بيه من ساعة ما اشتغلتي في المجال ده؟

كان في قصة ندى زيتونة، المصورة والمخرجة. اللي راحت تشتري دواء من الصيدلية، وقالولها: “اطلعي برا! إحنا مابنديش أدوية للسود!” اللاجئيين بياخدوا الأدوية بترخيص من احدى المنظمات اللي بتوفرلهم رعاية صحية، لكن رفضوا. وكان رد فعلها إنها انفجرت في وشهم وأجبرتهم يعتذروا.

 

محتاجين نبدأ بإيه علشان نحل مشكلة العنصرية بشكل تام؟ إزاي نقدر ننهيها للأبد؟

نزود الوعي! إحنا محتاجين نفهم إننا زي بعض، متساويين، مفيش بينا فرق.

 

تقولي إيه للبنات اللي بيتعرضوا للتنمر، التفرقة العنصرية، والعنف.. بس لمجرد إن بشرتهم غامقة؟

خليكي دائماً قوية. وخليكي عارفة إن دي مش غلطتك، غلطته هو. وماتسكتيش بأي طريقة، اتكلمي.

 

إيه اللي بتتمني يحصل بالنسبة للمشكلة دي؟

بتمنى الشوارع تبقى مكان آمن. بتمنى إن أماكن الشغل يبقى فيها مساواة في الشغل وبيئة العمل.

 

تفتكري إيه دور السوشيال ميديا في حل مشكلة زي دي؟

الناس دلوقتي بقت بتركز وبتنتقد أي تعليق عنصري على السوشيال ميديا. ومع ذلك ساعات السوشيال ميديا نفسها بتتحول لمنصة للتنمر والعنصرية.

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.