إسراء البابلي: أول طبيبة أسنان مصرية عربية ضعيفة السمع

من خمسة وعشرين سنة فاتوا، إسراء البابلي المجتهدة، الطموحة وعيلتها كانوا بيلفوا على مدارس مصر علشان أي مدرسة ترضى تقبل إسراء صاحبة القدرات الخاصة، وسط الطلبة التانيين. لكن إسراء وعيلتها مابيعرفوش يستسلموا، ودوّروا على بديل في البحرين، وأصرّوا إنهم ينجحوا ويستمروا، مهما كانت الصعوبات.

في الوقت ده ماكنش في قوانين تجبر المدارس إنهم يقبلوا ذوي القدارت الخاصة. كان الاختيار الوحيد قدامهم هو إنهم يروحوا مدارس مخصصة لضعاف السمع والصمّ، واللي كانت بتركز بس على تعليم لغة الإشارة. عيلة إسراء رفضوا يدخلوها المدارس دي، علشان كانوا شايفين إن النوع ده من المدارس بيحدد قدرة الطلاب، ومجتماعتهم، ومش بيخليهم يتواصلوا مع العالم الخارجي.

إسراء بتقول: “أمي كانت دائما بتقولي إننا لازم نفضل نحاول مرة واتنين وكتير. إننا نقبل اللي الناس بتفرضه علينا ده شيء مرفوض، وعمرنا ما نفكر فيه.”

إسراء البابلي دلوقتي بقت أول طبيبة أسنان عربية ضعيفة السمع. إسراء قالت خطاب في لجنة الابتكار والتواصل عالي المستوى اللي نظمتها الأمم المتحدة للمرأة في 2017، ألهمت بخطابها كل الناس، مش بس الستات. مش بس كدة إسراء كمان عندها عياتدها الخاصة، وبتحضر لدرجة الماجستير.

الخبرة اليدوية الكافية، والشغف للفن والإبداع، ده اللي خلى إسراء تكتشف حبيها لطب الأسنان، وتصميم الإبتسامات، والأسنان.

إسراء بتقول: “بتعامل مع كل سِنة على إنها لوحة فنية، بجمال وروح لازم تكون ظاهرة. وأنا بشتغل مع الحالات في العيادة، ماببقاش حاسة بالوقت، ولا بالتعب.”

 

لما واجهت انتقادات ونقد، والناس بدأت تتسائل عن سبب اختيارها للشغل ده بالذات، إسراء حست إن ده دافع أكبر يشجعها تحقق حلمها. إسراء بتقول: “دائماً كنت بسأل نفسي مين اللي إدّى للناس الحق إنهم يصنفوا الناس؟ مين اللي إداهم الحق يشجعوا أو يكسروا غيرهم؟ ليه ماينفعش تبقى كل المجالات بتستقبل كل الناس، بغض النظر عن ظروفهم؟ ولما حد منهم يفشل يبقى هو اللي يقرر يغير وظيفته ولا لأ، من غير ضغط من المجتمع.”

 

تصنيف البشر على إنهم غير قادرين أو مش كويسين كفاية، أو غير مرحب بيهم؛ تصرف ظالم، وبينمي مشاعر سلبية عند الناس. إسراء لما بتتعرض للضغوطات دي من المجتمع، بتحاول تحوّل المشاعر السلبية دي لأهداف ومهمات عايزة توصلها وتحققها.

الإصرار ده هو اللي ساعدها تقنع عميد جامعة المستقبل إنه يقبلها في كلية طب الأسنان.

 

وبتحكيلنا إسراء “بعد ما نجحت في اختبارات الكلية، وجه وقت الكشف الطبي، في ناس نصحوني أخبي موضوع ضعف السمع؛ وده كان شيء محرج جداً بالنسبالي. بس أنا رفضت تماما، وكان أول حاجة قلتها.”

 

وضع ذوي القدرات الخاصة في مصر محتاج تطوير كتير، من وجهة نظر إسراء. في مؤتمرات كتير بتتعمل بتكاليف ضخمة بس مفيش حاجة مختلفة بتحصل على أرض الواقع. إسراء بتتمنى يكون في قانون يمنع التفرقة ضد ذوي القدرات الخاصة خصوصاً في فرص العمل. إسراء بتقول: “من الظلم إنك تشغل حد غير كفء لمجرد إنه حواسه الخمسة كلهم شغالين. لازم نبطل نعاقب الناس على حاجة خارجة عن إيديهم.”

 

إسراء شايفة إن التغيير لازم يبدأ من الناس نفسهم، وده هايحصل لما يبقى وجودذوي القدرات الخاصة طبيعي في الشغل، لإن مؤهلاتهم تسمحلهم بده.”

 

وبتختم كلامها وبتقول:

أنا مبسوطة إني كنت أول طبيبة أسنان مصرية ضعيفة السمع، بس مبسوطة أكتر إني سهلت الطريق لناس كتير علشان يكملوا حلمهم.”

No Comments Yet

Leave a Reply

Your email address will not be published.